اتجاهات جديدة تؤكد أن التوجه المحلي والإقليمي يحمي من التقلبات الجيوسياسية الراهنة

في ظل التحولات الكبيرة التي يشهدها النظام العالمي، يري الكثير من الخبراء أن التعامل مع الأزمات والتقلبات الجيوسياسية الآن يتطلب توجهًا مختلفًا، من هنا، شدد الدكتور محمود محيي الدين، مبعوث الأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة، على أهمية التوجه المحلي والإقليمي لتحقيق التنمية المستدامة في ظل هذه الظروف المتغيرة، وأكد أن هذا النهج هو الأفضل للتعامل مع الوضع العالمي الحالي والمتقلب بشكل مستمر.

التنمية المستدامة وأولويات الدول

أوضح محيي الدين خلال مشاركته في برنامج زمالة الحكومات العربية للاستدامة – بحضور عدد من المسؤولين والدعم من عهود الرومي، وزيرة الدولة الإماراتية للتطوير الحكومي – أن العالم منذ انطلاق أهداف التنمية المستدامة عام 2015 يسير في مسارات مختلفة، في حين أن بعض الدول مثل مجموعة الآسيان ودول الخليج تسرع في تحقيق هذه الأهداف، هناك دول مؤثرة مثل الولايات المتحدة ترى أن تحقيق التنمية المستدامة ليس أولوية لديها، بل إنها انسحبت أحيانًا من بعض الاتفاقيات الهامة مثل اتفاق باريس للمناخ، أما جزء من الدول فتعترف بأهمية التنمية المستدامة، لكن بدون التزام قوي بمواعيد تحقيقها.

شاهد ايضا:  تراجع ملحوظ لليورو أمام الجنيه المصري في ختام تعاملات الخميس 22 مايو 2025

التغير المناخي وترابط الأهداف

أكد محيي الدين أن العمل المناخي أصبح جزءًا لا يتجزأ من العمل التنموي، وأن الفشل في التقدم في مجال المناخ يعتبر تقاعسًا في التقدم التنموي عمومًا، وقال إن لا يمكن لأي بلد أن يحقق تطورًا في التعليم أو الصحة من غير توفير طاقة نظيفة وآمنة، كما أشار أن مؤتمر قمة المناخ الثلاثين في البرازيل ستراجع ما التزمت به الدول وستبحث في مدى جديتها في تحقيق أهداف التنمية المناخية.

أولويات جديدة وجودة الحياة

نبّه محيي الدين إلى أن قياس التنمية لا يجب أن يقتصر على الناتج المحلي فقط، فالأمم المتحدة الآن تدفع نحو ما يسمى "ما وراء إجمالي الناتج المحلي" أي مؤشرات تشمل جودة البيئة ورأس المال البشري وتحقيق أهداف التنمية بشكل شامل وليست اقتصادية فقط.

شاهد ايضا:  استثمار مليار ريال لاستكمال مدينة الملك عبدالله الطبية في البحرين

كما شدد في حديثه للمشاركين، أن قوة الدول العربية في إدراك الواقع الجديد وتطوير التعاون الإقليمي والعربي والأفريقي والآسيوي هو نقطة قوة كبيرة، خصوصًا في ظل تراجع التعاون الدولي التقليدي، وقال: "دولنا لازم تبقى عارفة العالم رايح فين… والعمل المحلي معهم أهم حاجة دلوقتي".

التجارب الإقليمية والدروس المستفادة

أشار محيي الدين إلى تجارب الآسيان، اللي نجحت دولها في مواجهة الحروب والأزمات وتحويل الفقر لنمو في فترات قصيرة عبر الاستثمار في العنصر البشري وتنويع مصادر التمويل بعيدًا عن الديون، وأكد أن نفس الدروس يمكن الاستفادة منها في الوطن العربي، حتى في ظل الصراعات والأزمات، وأن الأمل في تحقيق التنمية لا يزال قائم.

شاهد ايضا:  سعر الريال القطري يتجدد اليوم الأربعاء 28-5-2025 كما ورد في آخر تحديثات السوق

دور الذكاء الاصطناعي والرقمنة

وشدد كمان على أن المستقبل يتطلب مواكبة التكنولوجيا والتحول الرقمي، ذكر تجربة الإمارات في إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، ومبادرة مصر في المشروعات الخضراء الذكية كنماذج مهمة.

في النهاية، قال محيي الدين إن العمل الحكومي يمنح فرصة عظيمة للخدمة العامة، لكنه دعا الموظفين للانفتاح على القطاع الخاص واكتساب مهارات جديدة، مشيرًا إلى أن المزج بين الخبرة الحكومية والخاصة أصبح ضروريًا في تنفيذ خطط التنمية الجديدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى