ارتفاع المهور يؤجج أزمة العزوف عن الزواج

شهدت المجتمعات في السنوات الأخيرة تحولاً ملحوظاً في مفاهيم الزواج، مما أدى إلى بروز ظاهرة العزوف عن هذه المؤسسة الاجتماعية، العديد من الشباب والشابات يُفضلون حالياً التركيز على تحقيق الذات وتطوير مسيرتهم المهنية، بدلاً من الدخول في علاقات طويلة الأمد تتطلب التزامات كبيرة.
أسباب ودوافع العزوف
تُعتبر الضغوط الاقتصادية أحد أبرز الأسباب التي تسهم في تراجع الإقبال على الزواج، حيث يعيش العديد من الأفراد حالة من عدم الاستقرار المالي، وفقاً للمستشار علي بن محمد الحازمي، فإن هذه الظاهرة قد تؤثر سلبياً على التركيبة السكانية، مما يؤدي لانخفاض معدلات المواليد وارتفاع مستوى العزلة الاجتماعية.
الأعباء المالية وتأثيرها على الشباب
في سياق متصل، أوضحت الكاتبة شادية بنت سعد الغامدي أن تكاليف الزواج الباهظة، بما في ذلك المهور والمصروفات الأخرى، تؤثر بشكل مباشر على قرارات الأفراد، كما أشارت إلى أن بعض الشباب يجدون صعوبة في مواجهة الصورة المثالية التي تعرضها وسائل الإعلام حول الزواج، مما يزيد من مخاوفهم تجاه هذه الخطوة.
التجارب السلبية وتحديات العلاقات
وأشار علي بن موسى هوساوي إلى أن ارتفاع نسب الطلاق قد تؤثر في نفسية الشباب، ما يجعلهم يترددون في الإقدام على الزواج، تفشي هذه الظاهرة يعكس قلقاً متزايداً من الفشل في العلاقات، خصوصاً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
الإصلاحات والمبادرات المطلوبة
وسط هذه التحديات، دعت الإعلامية غيداء بنت موسى الغامدي إلى أهمية تقديم دعم حكومي ومجتمعي لتخفيف تكلفة الزواج، وبرزت الحاجة إلى إعادة تشكيل مفهوم الزواج من عبء اجتماعي إلى شراكة حقيقية قائمة على الاحترام والمودة.
يجب على المجتمعات اليوم أن تعيد ترتيب القيم والتقاليد بحيث تعزز العلاقات الأسرية المستقرة وتخلق بيئة مواتية للأفراد الذين يسعون للارتباط.