الشمس تتعامد على الكعبة المشرفة في حدث فلكي نادر

تشهد مكة المكرمة حدثاً فلكياً لافتاً اليوم يتمثل في تعامد الشمس على الكعبة المشرفة، حيث ستحجب ظل أي جسم عمودي في تلك اللحظة الفريدة، وفي هذا السياق، أوضحت الجمعية الفلكية في جدة أن الشمس ستصل إلى نقطة شبه عمودية فوق الكعبة المشرّفة في الساعة 12:18 ظهراً بتوقيت مكة المكرمة، متزامنة مع أذان الظهر في المسجد الحرام.
تكرار الظاهرة الفلكية
سيُعاد هذا المشهد الفلكي المدهش غداً، حيث ستكون الشمس في موقع ارتفاع قدره 89.54 درجة، هذا الفارق الطفيف في الزاوية يؤكد دقة الحسابات الفلكية وقدرتها على التنبؤ بمثل هذه الظواهر بدقة كبيرة.
الأهمية العلمية والعملية
علمياً، يُعتبر تعامد الشمس بمثابة لحظة سقوط أشعتها بشكل عمودي على نقطة معينة على سطح الأرض، مما يعني عدم إلقاء الأجسام القائمة لأي ظل، وتظهر هذه الظاهرة مرتين سنوياً في نهاية مايو ومنتصف يوليو، عندما تمر الشمس فوق خط عرض مكة، يتم توضيح هذه الحركة بفضل ميل محور دوران الأرض بمقدار 23.5 درجة، مما يؤدي إلى تغير مسار الشمس الظاهري على مدار السنة.
تُعد هذه الظاهرة فرصة مثالية لتحديد اتجاه القبلة بدقة عالية، حيث يمكن تحديد المكان الصحيح لمكة بمجرد مراقبة موقع الشمس في السماء أثناء التعامد، وقد اعتمد المسلمون هذه الطريقة التقليدية منذ قرون، وهي لا تزال تعتمد بلا تقنيات حديثة.
تجربة بصرية مدهشة
بالإضافة إلى الأبعاد العلمية، تُتيح هذه الظاهرة للزوار في مكة المشرفة تجربة بصرية رائعة عندما تختفي ظلال الأعمدة والأجسام القائمة، إن مشهد اختفاء الظلال ليس وهمًا بصريًا، بل يعكس دقة النظام الكوني وطبيعته المنظمة.
إن تعامد الشمس على الكعبة هو تجسيد لجمال الكون ودقة الحسابات الفلكية ويتاح للعلماء والهواة والمسلمين في جميع أنحاء العالم فرصة لرؤية هذا المشهد المميز، والتأمل في هذا النظام الكوني المذهل.