استرجاع الهوية المصرية في ثورة 30 يونيو

تفصلنا أيام معدودة عن الذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيو التي غيرت مجرى تاريخ مصر، جاءت هذه الثورة كتاريخ استثنائي لتحرير الوطن من سيطرة جماعة الإخوان، التي كانت تهدف لتجريف الهوية المصرية وجر البلاد لصراعات إقليمية خطيرة.
المواطن المصري يستعيد هويته
تلك الجماعة حاولت في عام واحد فقط من حكمها تنفيذ أجندات خارجية، وهو ما أثار القلق لدى جميع فئات الشعب، بمرور الوقت، اتضح للجميع نواياهم الحقيقية في إضعاف مؤسسات الدولة وتهميش القضاء والسيطرة على الإعلام، ما جعل الأمن القومي في خطر كبير.
في يوليو 2012، أطلق محمد مرسي قرارا بإعادة مجلس الشعب المنحل رغم قرار المحكمة الدستورية بعدم دستورية الانتخابات، مما زاد من درجة الاستفزاز، وفي موقف آخر، أصدر مرسي إعلانًا دستوريًا حصن به قراراته من المساءلة القضائية، مما أشعل الشارع المصري مجددًا واستدعى ردود فعل كبيرة.
استجابة الشعب للمخاطر
وفي الوقت الذي بدأ فيه المواطنون يشتكون من تدهور مستوى الخدمات، برزت حركة تمرد التي قادها شباب مصر، هذه الحركة كانت بمثابة صرخة ضد حكم الإخوان، حيث جمعوا ملايين التوقيعات لرفض استمرار هذا الوضع غير المقبول، لم تكن ردود فعل الإخوان على هذه الجهود سوى لا مبالاة وسخرية.
لكن أبريل من عام 2013 شهد خروج الملايين في مظاهرات ضخمة، نزل المصريون إلى الشوارع في واحدة من أكبر التعبيرات الشعبية في تاريخ البلاد، مطالبين باستعادة الوطن من براثن جماعة كانت تهدد بتفكيك الدولة، كانت 30 يونيو نقطة تحول أخرى، جعلت المصريين يدركون أهمية القضاء على من أرادوا السيطرة على الوطن،
السؤال الذي يظل مطروحًا: كيف تواصل مصر التقدم إلى الأمام بعد هذه التحولات الكبيرة؟