البابا تواضروس يبرز أهمية الكنيسة الوطنية بكلماته: “وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن”

استقبل القصر الرئاسي في بلجراد، عاصمة صربيا، قداسة البابا تواضروس الثاني ضمن زيارة تاريخية تهدف لتعزيز العلاقات الروحية بين الكنائس في صربيا ومصر، وفي محاضرة ألقاها بعنوان "جسور المحبة"، أشار قداسته إلى القيم الإنسانية التي تتخطى حدود الدين والثقافة وتؤكد على أهمية الوحدة.
حضر اللقاء عدد من الشخصيات البارزة بينهم رئيس وزراء صربيا، غبطة البطريرك بورفيريوس، والدكتور فلاديمير روجانوفيتش، بالإضافة إلى سفراء الدول العربية والأجنبية وكبار رجال الدين، وبدأ الاجتماع بتقديم الكلمات الترحيبية التي أكدت على اللحظة الفريدة التي تمثلها هذه الزيارة في تاريخ العلاقات بين الشعوب.
وأكد الدكتور روجانوفيتش على عمق العلاقات بين الكنيسة الصربية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مشيرًا إلى أن الجسور ليست مجرد وسائل للتنقل، بل تعبير عن الروح المشتركة والأثر الإيجابي الذي يمكن أن تتركه في تعزيز التعاون بين الدول.
استعرض البابا تواضروس خلال محاضرته أهمية بناء الجسور الروحية، مشيرًا إلى الحوادث التاريخية التي تظهر كيف يمكن للمحبة أن تساهم في إعادة بناء المجتمعات بعد الصراعات، واستشهد بمقولته الشهيرة "وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن"، موضحًا أن هذه العبارة تعكس مفهوم التضحية من أجل السلام المجتمعي.
كما تطرق إلى نماذج عالمية مثل جنوب إفريقيا ورواندا وكيف استطاعت تلك الشعوب بناء السلام بعد الصراعات الكارثية، وفي ختام كلمته، دعا الجميع إلى "بناء جسور لا أسوار، والتوجه نحو المحبة والعمل الجاد لتحقيق الأمل في مستقبل أفضل"،
أمام هذا المنبر الرفيع، تجسد رؤية البابا تواضروس في عالم يسوده التحدي والانقسام، بأن الحوار والتفاهم هو الطريق إلى الوحدة والسلام بين البشر.