انخفاض مفاجئ للذهب عالميًا ومحليًا يثير التساؤلات حول أسباب تراجع أسعار الذهب في مصر والأسواق العالمية خلال أسبوع

شهدت أسواق الذهب العالمية حالة من التراجع الملحوظ خلال الأسبوع الجاري، وذلك بعد سلسلة من التطورات الإيجابية على صعيد العلاقات التجارية الدولية، هذا الانخفاض في أسعار المعدن النفيس تزامن مع هدوء نسبي في حدة التوترات بين الولايات المتحدة وعدة شركاء تجاريين رئيسيين، فقد أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن وجود اتفاقيات تجارية محتملة مع الهند وكوريا الجنوبية واليابان، في إطار مساعيه لتحويل السياسات الجمركية إلى تفاهمات تجارية رسمية، الأمر الذي جعل الأسواق تتنفس الصعداء بعد فترة من الغموض والحذر.
تأثير التفاهمات التجارية وحركة الأسواق
تواصل الإدارة الأمريكية مع الصين كانت محطة فارقة أيضاً في مسار الأحداث، حيث أفادت وكالة أنباء صينية رسمية أن هناك مباحثات جارية بين واشنطن وبكين بهدف تخفيف حدة النزاع التجاري، انعكست هذه الأخبار إيجابيا على معنويات المستثمرين الذين يأملون في أن تكون الحرب التجارية في طريقها إلى الانتهاء، خاصة بعد توقيع الرئيس الأمريكي قرارات لتخفيف أثر الرسوم الجمركية على السيارات، هذا التحسن في التوقعات تزامن مع بيانات أمريكية أظهرت انكماشاً غير متوقع في اقتصاد الولايات المتحدة خلال الربع الأول من العام، مع تراجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة ثلاثة من عشرة من المئة، إضافة إلى هبوط مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الذي يعد مؤشراً على معدل التضخم.
أسعار الذهب محلياً وعالمياً
قال **إيهاب واصف** رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات، إن أسعار الذهب في مصر سجلت استقراراً ملحوظاً مع نهاية تعاملات يوم الجمعة الثاني من مايو لعام ألفين وخمسة وعشرين، هذا الاستقرار جاء بعد تراجع قوي في جلسة الأمس حيث فقد الذهب عيار واحد وعشرين نحو مئة وعشرين جنيها للجرام في لحظة واحدة، وجاءت الأسعار في السوق المحلية كالتالي: عيار أربعة وعشرين خمسة آلاف ومئتان وسبعة وتسعون جنيها للجرام، عيار واحد وعشرين أربعة آلاف وستمائة وثلاثون جنيها للجرام، عيار ثمانية عشر ثلاثة آلاف وتسعمائة واثنان وسبعون جنيها، عيار أربعة عشر ثلاثة آلاف وتسعون جنيها، وسجل سعر الجنيه الذهب سبعة وثلاثين ألفا وثمانين جنيها، أشار واصف إلى أن هذا الاستقرار رافقه انخفاض سعر الأونصة العالمية للذهب بنحو اثنين في المئة لتسجل ثلاثة آلاف ومئتين وخمسة عشر دولارا، تحت تأثير التقارير الإيجابية حول العلاقات التجارية بين أمريكا والصين.
اهتمام عالمي بمشتريات البنوك المركزية
أكد **إيهاب واصف** أن السوق المصري يظل سريع الحساسية للتحولات الدولية، سواء كانت اقتصادية أو سياسية، لافتاً إلى أن المستثمرين ينتظرون بحذر أي مستجدات قد تدفع الأسعار للصعود مجدداً أو الهبوط، وأوضح أن بيانات عام ألفين وأربعة وعشرين أظهرت مواصلة البنوك المركزية حول العالم شراء الذهب بكثافة، متجاوزة حاجز الألف طن سنوياً للعام الثالث على التوالي، مع تصدر البنك المركزي البولندي مشتريات الذهب بحجم تسعين طناً، ما يعكس الثقة المتزايدة في هذا المعدن كخيار آمن في الأوقات الاقتصادية المتقلبة،