تحديث مرعب من ناسا حول “جسم نجمي” غامض يتسابق في نظامنا الشمسي

أصدرت وكالة الفضاء الأميركية ناسا تحديثًا مثيرًا حول الجسم الغامض الذي يتنقل عبر نظامنا الشمسي، هذا الجسم المعروف باسم 3I/ATLAS، ظهر لأول مرة في الأول من يوليو، وقد وصل إلى مسافة 420 مليون ميل من الشمس، حيث رصد تلسكوب هابل الفضائي أدق الصور التي توضح مسار 3I/ATLAS نحو النظام الشمسي الداخلي

وفقًا لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية، تشير الصور الجديدة إلى أن 3I/ATLAS يتحرك بسرعات مذهلة تصل إلى 130,000 ميل في الساعة (209,000 كم/ساعة)، مما يجعله أسرع جسم بين نجمي تم رصده حتى الآن، وبفضل ملاحظات هابل، استطاع العلماء الحصول على تقدير لحجم النواة الجليدية للجسم، وهذا الاكتشاف يعزز فهمنا للفضاء الخارجي

قام علماء مرصد فيرا سي. روبين بتقدير عرض المذنب الغريب سابقًا بحوالي سبعة أميال (11.2 كم)، لكن الاكتشافات الجديدة تشير إلى أن قطر 3I/ATLAS لا يتجاوز 3.5 ميل (5.6 كم)، مما يجعله أكبر جسم بين نجمي تم التعرف عليه، بل يصل حجمه إلى 1000 قدم (320 مترًا) ما يجعله يتفوق بـ 14 مرة عن ثاني أكبر جسم

يبدو أن العلماء ووكالات الفضاء متأكدون من أن 3I/ATLAS هو مذنب وليس جسمًا صخريًا جامدًا، وهذا يعني أنه يتكون من تركيبة من الجليد والغازات المتجمدة والغبار، حيث يحيط به سحابة كبيرة من المواد المتبخرة تزيد كلما اقترب من حرارة الشمس، وهذا ما يعكس طبيعة دراسة الأجسام الغريبة بالفضاء

عندما تكون الأجسام بعيدة عن الأنظار، يعتمد علماء الفلك على الضوء الذي تعكسه لتقدير حجمها، وقد كانت هناك شكوك حول ما إذا كان 3I/ATLAS صخرة فضائية كبيرة أم مذنبًا صغيرًا محاطًا بمواد غازية، إلا أن ملاحظات هابل قد حلت اللغز وأظهرت اللمعان الدال على وجود مذنب يتسم بجليده، مما يتيح تقديرًا دقيقًا لحجمه

تُظهر صور هابل عمودًا من الغبار يتدفق من جانب المذنب الذي تأثر بأشعة الشمس، حيث يظهر ذيل يمتد خلفه، حيث تتوافق كمية الغبار المفقود مع ما يجده العلماء في مذنبات أخرى، ومع اقتراب 3I/ATLAS من الشمس، يُتوقع زيادة وضوح ذيله وأعمدة الغبار، مما يثير اهتمام الفلكيين

سيصل 3I/ATLAS إلى أقرب نقطة له من الشمس في أواخر أكتوبر، على بُعد 130 مليون ميل (210 مليون كيلومتر)، مارًا داخل مدار المريخ، ورغم قربه، لا يشكل هذا الجسم أي خطر على الأرض، حيث سيكون على الجانب المقابل للشمس خلال هذا الاقتراب الإضافي، مما يطمئن عشاق الفضاء

تعتبر هذه المرة الثالثة فقط التي يتمكن فيها العلماء من رصد جسم يقترب من نظام نجمي آخر، ويسعى علماء الفلك لجمع أكبر قدر ممكن من البيانات خلال هذه الفترة، حسب قول الدكتور ديفيد جيويت، قائد الفريق العلمي للرصد باستخدام تلسكوب هابل، يمثل هذا الحدث فرصة نادرة لفهم الفضاء بشكل أفضل

تُشير سرعة 3I/ATLAS الكبيرة بالنسبة للشمس إلى أنه قد يكون قد انطلق عبر الكون لمليارات السنين، ومع مرور الزمن، زاد تأثير الجاذبية من سرعته، مما يدل على أن الأجسام التي تتجه إلى النجوم يمكن أن تتسارع بشكل كبير بمرور الوقت، وهذه معلومات مهمة لمراقبة الأجسام السماوية

تشير الدراسات إلى أن عمر 3I/ATLAS قد يصل إلى ثمانية مليارات سنة، وهو مما يجعله أقدم مذنب تم رصده حتى الآن، وهذا يعني أن عمره قد يتجاوز عمر نظامنا الشمسي البالغ 4.6 مليار سنة، ما يدعو إلى التساؤل حول طبيعة الظواهر الفلكية

يأتي 3I/ATLAS بعد جرمين بين نجميين آخرين، هما 1I/’Oumuamua الذي تم اكتشافه عام 2017 و2I/Borisov عام 2019، ومع تقدم تقنية التلسكوبات الحديثة، يعتقد الباحثون أننا سنتمكن قريبًا من رصد المزيد من الأجسام بين النجوم، مما يسهل فهم الفضاء بشكل أعمق

تلسكوب هابل هو الأول بين التلسكوبات الكبرى التي تراقب رحلة 3I/ATLAS إلى جانب تلسكوب جيمس ويب الفضائي وTESS، حيث تتضافر هذه الجهود لتعزيز الرصد الفلكي، مما يضمن الحصول على بيانات دقيقة حول الأجسام السماوية الخلابة التي تثير فضولنا

من المتوقع أن يظل 3I/ATLAS مرئيًا بواسطة التلسكوبات الأرضية حتى سبتمبر، وبعد ذلك سيمر بالقرب من الشمس بسرعة كبيرة، مما يجعل رصده أمرًا صعبًا، ومن المتوقع أن يعود للظهور على الجانب الآخر من الشمس في أوائل ديسمبر، ما يمثل حدثًا فلكيًا مثيرًا للجميع