تفشي الاحتيال الإلكتروني يثير تحديات الوعي والإبلاغ

في ظل العصر الرقمي الحالي، تزايد خطر الاحتيال الإلكتروني بشكل ملحوظ، مما ترك آثارًا سلبية على الأفراد والشركات، تأتي هذه الظاهرة لتشكل تهديدًا يستدعي الانتباه والوعي من الجميع، حيث ينكشف ضحايا كثر بعد تعرضهم لعمليات احتيال محكمة من قبل محترفين يتخفون خلف شخصيات مزيفة.
تجارب مأساوية
تروي سارة الحربي، المعلمة المتقاعدة، قصة مؤلمة بعد أن فقدت جزءًا كبيرًا من معاشها التقاعدي إثر تلقيها اتصالًا من شخص ادعى أنه من بنكها، حيث أبلغها بضرورة تحديث بيانات حسابها عبر رابط غير رسمي، تقول سارة: "لم أكن أشك في نواياهم، وبعد إدخال معلوماتي، تفاجأت بسحب كل أموالي." بدءًا من هذا النوع من الاحتيال، يستمر الحديث عن حالات متعددة مشابهة لشخص يدعى أبو فيصل، الذي تعرض لعملية احتيال مماثلة من شخص اتصل به مدعيًا أنه يمثل البنك المركزي السعودي.
دروس من الجانب النفسي
من جهة أخرى، يوضح البروفيسور محمد رزق الله الزهراني كيفية استغلال المحتالين لنقاط الضعف البشرية مثل الخوف والشعور بالضغط، وهذا يساهم في اتخاذ قرارات متسرعة من الضحايا، في الوقت نفسه، يتحدث المهندس فهد البدر عن استخدام الذكاء الاصطناعي في عمليات الاحتيال، مما يزيد من صعوبة كشفها.
الإبلاغ عن الجرائم
من المهم أن يدرك الضحايا أن هناك قانونًا يحمي حقوقهم، فعلى حد قول المحامي حازم بن توفيق بن جبري، يجب تقديم بلاغات للجهات المختصة وجمع الأدلة اللازمة، ومن الضروري أن يكون هناك تعاون بين الأفراد والجهات الأمنية، مع تأكيد ضرورة الإبلاغ عن كل حالة احتيال،
العقوبات على الاحتيال
تعتبر القوانين المتعلقة بالاحتيال الإلكتروني صارمة، حيث تصل العقوبات إلى 7 سنوات سجن وغرامات قد تصل إلى 5 ملايين ريال، وفي حال ثبوت تبديد الأموال، يمكن أن تتضاعف العقوبة.
مع تطبيق مثل هذه القوانين، بدأت تظهر بوادر إيجابية حيث شهدت السعودية انخفاضًا ملحوظًا في حالات الاحتيال الإلكتروني، من خلال تعزيز الوعي والتثقيف الرقمي، يمكن أن نحقق خطوات كبيرة نحو الحد من هذا الخطر المتزايد.