“عين شلال” تعد رمزاً لحياة أهالي ومزارع العُلا

تعتبر “عين شلال” في قرية شلال الواقعة غرب محافظة العُلا، تجسيدًا للترابط العميق بين الإنسان والماء في حياة السكان والمزارع. منذ مئات السنين، واصلت هذه العين تدفقها كمصدر رئيسي للمياه، حيث قام أهالي المنطقة باستثمارها لريّ مزارعهم والعناية بمواشيهم. تعد “عين شلال” لمسة من التاريخ التي تذكر الجميع بأهمية الموارد الطبيعية وديمومتها على مر الزمن.
لعبة الماء التقليدية
تمتاز هذه القرية بنظام ري تقليدي يعتمد على الأفلاج والسواقي، حيث يطبق المزارعون أساليب متوارثة لضمان توزيع المياه بطريقة عادلة. وقد أشار عبدالرحمن البلوي، أحد أهالي القرية، إلى أن معرفة كيفية إدارة المياه أصبحت ركنًا أساسيًا في تربيتهم، حيث لم يعد النظام المائي مجرد وسيلة ري وإنما ثقافة عميقة تعكس حياة الأجيال.
التراث المائي في العُلا
يعبر البلوي عن أن النظام المائي التقليدي ليس فقط وسيلة لتوفير المياه بل هو أيضًا يعكس التراث والبنية الاجتماعية المتجذرين منذ زمن طويل. فعند استخدام الساعات المائية، يظهر التفاهم والاحترام بين أصحاب الأراضي، مما يزيد من الترابط الاجتماعي بين السكان.
ما يميز “عين شلال”
تمثل “عين شلال” نموذجًا ملهمًا لمدى قدرة الإنسان على التكيّف مع ظروف البيئة القاسية. وبرغم تقدم التقنيات الحديثة، يواصل الأهالي اعتمادهم على أساليب أجدادهم في التعامل مع الماء، مما يظهر ولاءً عميقًا للأرض ومواردها. إن جريان الماء في هذه العين هو شهادة على صبر الإنسان وحكمته، متجاوزًا جميع التحديات الطبيعية التي واجهها على مر العصور.