قفزات الذهب اليوم بدعم تراجع الدولار وتزايد التفاؤل الحذر حول محادثات التجارة الأمريكية الصينية
شهدت أسواق الذهب في آسيا اليوم حالة من الارتفاع الواضح في الأسعار، بدعم أساسي من تراجع قيمة الدولار الأمريكي، بينما ظهرت أجواء من التفاؤل الحذر بين المستثمرين بسبب الحديث عن احتمال استئناف محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين، ويبدو أن الجميع في الأسواق يترقبون بقلق قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والمقرر صدوره خلال اليومين القادمين، في ظل استمرار النقاش حول أسعار الفائدة وتأثيرها على الأسواق.
ارتفاع أسعار الذهب وتأثير تراجع الدولار
صعد سعر الذهب الفوري بشكل ملحوظ بنسبة نصف في المئة، ليصل إلى حوالي ثلاثة آلاف ومئتين وخمسة وخمسين وتسعين دولار للأوقية، أما العقود الآجلة لتسليم يونيو فزادت أكثر بنسبة سبعة من عشرة في المئة وعندها وصلت الأسعار إلى ثلاثة آلاف ومئتين وستة وستين سبعة وستين للأوقية، بحسب بيانات موقع إنفستنج الأمريكي، الارتفاع جاء بعد أسبوع مضى شهد تراجع المعدن الأصفر بنسبة اثنين في المئة، بعدما زادت شهية المخاطرة عند المستثمرين وأصبح عندهم أمل في انفراجة قريبة للأزمة التجارية بين أضخم اقتصادين في العالم.
في الوقت نفسه، انخفض مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة عشرين من مئة، الأمر الذي زاد من جاذبية الذهب بالنسبة لمشتري العملات الثانية حول العالم، لأنهم ببساطة صار بإمكانهم الحصول عليه بسعر أفضل.
أسواق المعادن الأخرى والاستقرار النسبي
أما الفضة فقد شهدت هي الأخرى حركة إيجابية وارتفعت عقودها الآجلة بنسبة ثلاثة من عشرة في المئة لتسجل اثنين وثلاثين ثلاثمئة وأربعين دولار للأوقية، بينما البلاتين بقي شبه ثابت عند تسعمئة وستة وستين خمسة وعشرين دولار للأوقية، وفيما يخص النحاس، فالأسعار استقرت تقريباً مع إغلاق أسواق رئيسية مثل بريطانيا والصين بسبب العطلات.
ترقب بيانات اقتصادية ومواقف رسمية بين واشنطن وبكين
يستمر المتعاملون في انتظار صدور بيانات التجارة الصينية الأسبوع الجاري لرصد اتجاهات الطلب العالمي ومعرفة تأثيرها على سوق السلع، عقود النحاس الآجلة لتسليم يوليو حافظت على مستوى أربعة فاصل ستة وتسعين عشرة دولار للرطل تقريباً.
على صعيد الحوار السياسي، كانت الصين قد أعلنت دراسة إمكانية استئناف محادثات التجارة مع الولايات المتحدة، مع شرط أن يكون الحوار على أساس الصدق ورفع الرسوم الجمركية الأحادية، وأكدت تقارير إعلامية صينية أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تواصلت مع بكين سعياً لبدء هذه المحادثات، وهذا زاد من تفاؤل الأسواق وأسهم في الضغط على الذهب كملاذ آمن.
وأخيرا، ينتظر الجميع قرار لجنة السياسة النقدية في بنك الاحتياطي الفيدرالي وسط توقعات بالإبقاء على أسعار الفائدة كما هي، في ظل استمرار الضغط من جانب ترامب لخفضها، ارتفاع أسعار الفائدة كان دائما يمثل مشكلة أمام أسعار الذهب، كونه يزيد تكلفة الاحتفاظ به مقابل الأصول الأخرى التي تعطي عوائد.
