“يورو نيوز” تكشف عن تقنية جوجل الجديدة في تتبع تغير المناخ باستخدام الذكاء الاصطناعي كما تفعل الأقمار الصناعية
أطلقت شركة جوجل ديب مايند نموذجاً مبتكراً من الذكاء الاصطناعي يهدف إلى توفير خرائط دقيقة لكوكب الأرض، وذلك لتعزيز فهم العلماء للتغيرات البيئية. تلقت هذه المبادرة دعماً كبيراً من الأقمار الصناعية التي تجمع الصور والبيانات من مختلف أجزاء العالم، مما يسهل عملية دراستها لاستكشاف التغيرات في البيئة، لكن تجميع كل هذه المعلومات قد يشكل تحدياً كبيراً، لذا جاء هذا النموذج ليكون حلاً فعالاً.
أعلنت جوجل عن هذا النموذج الجديد الذي يحمل اسم “ألفا إيرث فاونديشنز”، والذي يتيح إنشاء خرائط دقيقة للغاية في الوقت الحقيقي، حيث يساهم هذا النظام في تقديم معلومات حديثة وعلمية للباحثين، مما يعزز قدرتهم على متابعة المتغيرات البيئية بدقة. خريطة عالمية شاملة تتيح للعلماء متابعة كافة الجوانب البيئية بفعالية أكثر، وتحليل التغييرات الطارئة بشكل مستمر.
كريستوفر براون، مهندس الأبحاث في “ديب مايند”، وصف النموذج بأنه بمثابة قمر اصطناعي افتراضي يمكّن المستخدمين من رسم خريطة تفصيلية للعالم في أي مكان وزمان، ويجمع النظام تريليونات من الصور والمعلومات من عدة مصادر، وهذا يعطي أبعاداً جديدة للبحوث البيئية ويعزز من قدرتها على مواجهة التحديات العالمية.
النموذج يتيح إحداث تغيرات جذرية في كيفية فهم التغيرات البيئة، حيث يجمع بين البيانات الرادارية وخرائط الليزر ثلاثية الأبعاد، مما يمنحه قدرة غير مسبوقة على رسم خرائط لكل من اليابسة والمسطحات المائية بكفاءة عالية، وبالتالي يقدم معلومات غنية تدعم أبحاث السلامة البيئية واستخدام الموارد بشكل أفضل.
وتفخر جوجل بقدرة هذا النموذج على توليد بيانات دقيقة هي أفضل من أنظمة الذكاء الاصطناعي الأخرى، حيث يقلل متوسط الخطأ في تقديرات خصائص السطح، مما يعكس قدرة النموذج الفائقة في تقديم معلومات أدق للعلماء لدراسة أمن الغذاء وتقديرات البيئة، وبالتالي يسهل من فهم الآثار الناتجة عن تغير المناخ.
يأتي نظام “ألفا إيرث” كجزء من الاتجاه العالمي المتزايد لاستخدام الذكاء الاصطناعي في علوم البيئة، حيث يعزز من فعالية البيانات الرصدية ويوفر أدوات جديدة للبحث، مما يجعل من السهل على الباحثين قياس وتحليل التغيرات البيئية الفعلية لأغراض علمية وعملية، بناءً على بيانات يتم تحديثها بشكل دوري.
على سبيل المثال، تمكن العلماء من استخدام الذكاء الاصطناعي لرسم خرائط دقيقة لأغطية الأشجار في غرب إفريقيا، مما يوفر الوقت ويعزز دقة جمع المعلومات البيئية، ويشير إلى فعالية استخدام التكنولوجيا الحديثة للتصدي للتحديات البيئية المستمرة. ومن خلال هذه الأنظمة، يمكن تحقيق تقدم كبير في فهم البيئة الصحية واحتياجات الإنسان.
إلى جانب ذلك، يمتلك قمر ناسا الصناعي القدرة على قياس المياه بدقة أعلى، مما يعزز من القدرة على تتبع التغييرات في المسطحات المائية، ويشير إلى التوجه المستقبلي لدمج الذكاء الاصطناعي في علوم البيئة. ويدرس قمر “إيرث كير” التابع لوكالة الفضاء الأوروبية العوامل المؤثرة في الغلاف الجوي، مما يعكس التوجه العالمي لتعزيز البحث البيئي.
تكمن قيمة بيانات “جوجل ديب مايند” في أنها تستفيد من مهمات طويلة الأجل تمت بالتعاون مع وكالات الفضاء العالمية، مما يضمن حصول الباحثين على معلومات دقيقة وموثوقة لتحليل سياسات الحفاظ على البيئة، ولقد اختبر النموذج من قِبل أكثر من 50 منظمة عالمياً، مما يعكس تقبل المجتمع العلمي لهذا النهج.
مبادرة “ماب بيوماس” في البرازيل تمثل مثالاً حقيقياً على كيفية استخدام هذه البيانات لفهم التغيرات الزراعية والبيئية، وذلك يساعد على تحقيق تقدم في حماية الغابات وتحسين إدارة الموارد البيئية، إذ أثبتت هذه البيانات فائدتها الكبيرة في إنجاز المهام البيئية التي كانت تعتبر سابقاً صعبة المنال.
في المجمل، توفر جوجل هذا النموذج عبر منصة “Google Earth Engine”، مما يشجع على مزيد من الأبحاث والدراسات التي تهدف إلى استكشاف العلاقة بين الأنشطة البشرية والتغيرات البيئية، وهو ما يمكن الباحثين من إجراء التحليلات المحدثة التي تسهم في إيجاد حلول للتحديات البيئية التي نواجهها اليوم.
