اكتساب الروبوت الطبال سلوكيات بشرية يعكس تطور الذكاء الاصطناعي
لقد أُجريت العديد من التجارب على الروبوتات الشبيهة بالبشر، حيث تعتبر هذه الروبوتات مخصصة لأداء مهام يدوية تساعد البشر في حياتهم اليومية مثل حمل الأغراض وجمع العينات في ظروف خطرة، ورغم ذلك فإن قدرتها على القيام بأعمال تتطلب التعبير الفني مثل العزف أو المشاركة في الأداء الفني تحتاج إلى مزيد من الاستكشاف والبحث لتحقيق أهداف جديدة في هذا المجال.
مؤخراً، وفقاً لموقع “techxplore”، قام باحثون من مؤسسات مختلفة بتطوير روبوت الطبال، وهو نموذج مبتكر يتمكن من العزف بدقة على الطبول، وتعتمد تقنية الروبوت على خوارزمية تعلم معزز، وقد أظهرت الدراسات أنه يتبنى تدريجياً سلوكيات مشابهة للإنسان، بما في ذلك الحركات التي يقوم بها عازفو الطبول المحترفون في أداء مقطوعات موسيقية متنوعة.
يتمثل الهدف من الدراسة في تطوير نظام تعليمي يؤهل الروبوت للعزف على الطبول بكفاءة عالية، ومماثلة لمهارات الفنانين، وقد تم استخدام الروبوت البشري G1 من شركة Unitree لتقييم هذا النظام وتنفيذه، مما أتاح له القدرة على عزف مقطوعات موسيقية حقيقية بدقة متناهية على مجموعة الطبول.
يعمل الروبوت الطبال على تحديد الأجزاء المناسبة لقرع الطبول، ويستخدم أساليب راقية للتعلم من خلال محاكاة، ويتميز بتطويره لسلوكيات ذكية منها تغيير العصا وفتح ذراعيه للوصول لطبول مختلفة وتحسين تنقلاته لتتناسب مع الإيقاع، مما يجعله يبدو كأنه عازف طبل محترف يدرك تفاصيل الأداء.
اختبر الباحثون قدرة الروبوت على عزف مجموعة من الأغاني المشهورة في أنماط موسيقية متنوعة، مثل الجاز والروك والمعدن، وشملت الأغاني اختبار أعمال شهيرة مثل “In the End” لفرقة لينكين بارك، و”Take Five” لديف بروبيك، و”Living on a Prayer” لبون جوفي، وقد أظهر الروبوت فعالية في فهم الهياكل الإيقاعية المعقدة وتحقيق دقة إيقاعية تفوق الـ90%.
قد يشجع هذا البحث المبتكر الفرق البحثية الأخرى على تطوير أنظمة مشابهة تعتمد على التعلم الآلي، بحيث يمكن للروبوتات البشرية العزف على آلات موسيقية أخرى أو الاندماج في فنون الأداء، ومن الممكن أن يسهم روبوت الطبال والنماذج المماثلة له في إحداث تطورات مثيرة في صناعة الترفيه، مما يفتح آفاقًا جديدة لمستقبل الروبوتات.
