تأخر فيريرا يضع الزمالك في مأزق ويهدر نقطتين ثمينتين أمام المقاولون
لم يستطع المدرب البلجيكي يانيك فيريرا استغلال صفقات الزمالك الجديدة بالشكل الأمثل خلال مواجهة المقاولون العرب في الجولة الثانية من الدوري المصري، فقد أهدر الفريق نقطتين بعد تعادله السلبي، وكان هذا الأداء غير المتوقع نتيجة لتشكيلة لم تكن الأنسب لمواجهة دفاع المقاولون الذي نجح في تأمين مرماه بفعالية.
تضمن تشكيل فيريرا دخول آدم كايد بدلًا من شيكو بانزا، ومع ذلك كان اختياره للعناصر غير موفق، إذ ظهرت مشكلة واضحة في أداء الثلاثي عبد الله السعيد وناصر ماهر وآدم كايد، حيث اتجهوا نحو عمق الملعب بدلاً من استغلال الأطراف، مما أضعف قدرة الزمالك على تشكيل هجمات فعالة.
رغم أن كايد كان جناحًا أيسر وناصر ماهر جناحًا أيمن، إلا أن تلك الأدوار تداخلت، مما تسبب في زحام حاد في وسط الملعب، وهو ما جعل مهمة دفاع المقاولون أكثر سهولة، فلم يكن هناك أي دعم حقيقي من الأطراف، ولقد التزم دفاع المقاولون بتعليمات المدرب محمد مكي.
خلال عملية بناء الهجمة، كان الثنائي فضل استلام الكرة في العمق، وذلك زاد من صعوبة خروج كرة مؤثرة، حيث كانت المساحات في الأطراف متاحة وغير مستغلة، مما أضعف من فاعلية الهجمات وأدى إلى تفوق دفاعي واضح للمقاولون في المباراة.
تحرك المهاجم عدي الدباغ بشكل واضح خارج منطقة الجزاء للحصول على المساحة اللازمة، وحاول تفريغ المساحات للزملاء القادمين من الخلف، لكن جهوده باءت بالفشل، حيث لم تصل الكرة له إلا في مناسبتين فقط، مما زاد من عشوائية الأداء الهجومي للزمالك.
عندما جاء الشوط الثاني، حاول فيريرا تعديل أسلوبه، فقام بإدخال عمر جابر في عمق الملعب، وأبلغ ناصر ماهر بالتواجد كجناح بجوار الخط، ومع ذلك، كانت المحاولات تفتقر للتمريرات الدقيقة، مما أعاق فرص تسجيل الأهداف في مواجهة دفاع المقاولون.
تكرر الأمر مع عمر جابر الذي استلم الكرة في العمق، ومررها لعدي الدباغ، ولكن تسديدته كانت بعيدة عن المرمى، مما أظهر عدم الانسجام بين اللاعبين في الهجوم، وبالرغم من تلك المحاولات إلا أن التعديلات كانت متأخرة وغير كافية لتحسين الأداء.
آخر التبديلات التي أجراها فيريرا تأخرت حتى الدقيقة 59، حيث أدخل البرازيلي خوان ألفينا، ثم تحرك باللاعب عبد الحميد معالي في الدقيقة 84، مما أثار تساؤلات حول أداء الجهاز الفني وقدرته على اتخاذ قرارات سريعة وفعّالة في التوقيت المناسب.
مع دخول ألفينا ومعالي، تغيرت خريطة تمركز الزملاء بشكل ملحوظ، وبرز تأثير ألفينا بشكل خاص، حيث كان الأكثر خطورة، سواء عبر المراوغات أو التسديدات، مما يؤكد أهمية تعزيز الأجنحة لأداء الفريق في المواجهات القادمة.
إذا أراد فيريرا فك تكتل الخصوم، فإنه يحتاج إلى إجراء تعديلات جذرية على خط وسطه وأجنحته، وذلك يشمل ضرورة مشاركة ألفينا بصفة أساسية، وإعادة شيكو بانزا أو الدفع بالحميد معالي في الجانب الأيسر، لضمان تحقيق التوازن الهجومي المطلوب.
كما يعكس الوضع الحالي ضرورة التخلي عن بعض لاعبي الوسط والتوجه نحو الاعتماد على صانع ألعاب وحيد، مثل ناصر ماهر أو أحمد حمدي، مع تضمين لاعب آخر في دور رقم 8، لزيادة فعالية خط الوسط وفتح المجال في الهجوم.
