استعادة الرياض وانطلاقة التوحيد تحت اسم المملكة العربية السعودية

يمثل الخامس من شوال عام 1319هـ / 15 يناير 1902م نقطة تحول في تاريخ الجزيرة العربية، حين استعاد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله – مدينة الرياض، لينطلق منها مشروع التوحيد الذي تُوّج بإعلان اسم المملكة العربية السعودية عام 1351هـ / 1932م، عبر مسيرة سياسية وعسكرية وتنموية وضعت الدولة على خريطة العالم ككيان موحد مستقل.
وأوضح الخبير التربوي فواز بن محمد آل داود لـ”سبق” أن استعادة الرياض كانت بداية مرحلة التوحيد، مشيرًا إلى أن المطالبات الشعبية دفعت الملك عبدالعزيز لتشكيل لجنة لدراسة مقترح تغيير اسم الدولة، حيث أرسل برقيات إلى مختلف المناطق لاستطلاع الرأي، فجاءت الردود مؤيدة لإطلاق اسم “المملكة العربية السعودية” بدلًا من “مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها”، وقد وثقت صحيفة “أم القرى” هذه الردود في عددها الصادر بتاريخ 16 سبتمبر 1932م.
وفي 17 جمادى الأولى 1351هـ صدر الأمر الملكي رقم (2716) من قصر الرياض باعتماد الاسم الجديد، متضمنًا ثماني مواد، نصّت الأولى على اعتماد اسم “المملكة العربية السعودية” ومنح الملك عبدالعزيز لقب “ملك المملكة العربية السعودية”، واعتبار اليوم الأول من برج الميزان يومًا لإعلان التوحيد.
وأشار آل داود إلى أن توحيد البلاد تحت هذا الاسم كان تتويجًا لأعظم إنجازات الملك المؤسس، الذي أرسى دعائم الدولة الحديثة على أساس السيادة الكاملة، ورفض أي وجود أجنبي دون موافقته، وأبرم اتفاقيات ومعاهدات عززت مكانة المملكة إقليميًا ودوليًا، كما نجح في تحييد بلاده عن صراعات الحربين العالميتين.