التجسس غير المنظور: التطبيقات الصحية تبيع بياناتك لشركات التأمين وجهات العمل

شهدت التطبيقات الصحية، وخاصةً تلك التي تتبع السعرات الحرارية، تزايدًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث أصبحت هذه التطبيقات تتمتع بشعبية واسعة في المجتمع، يستخدمها الأفراد لتبني نمط حياة صحي، والتحكم في نظامهم الغذائي بشكل أفضل، تمثل هذه التطبيقات أداة مساعدة ل millions من المستخدمين في سعيهم لتحقيق التوازن بين التغذية والنشاط البدني.

ففي عام 2024، استخدم أكثر من 320 مليون شخص تطبيقات تتعلق بالصحة، وهذا العدد يعكس تغير طريقة تعامل الناس مع الغذاء والرياضة، تطبيقات مثل MyFitnessPal وLose It! قد أصبحت جزءًا أساسيًا من حياة المستخدمين، نظرًا للميزات العديدة التي تقدمها، هذا التحول يعكس مدى الاعتماد المتزايد على التقنية في إدارة الصحة، وتمكن المستخدمين من الحصول على معلومات دقيقة حول استهلاكهم للطاقة وأسلوب حياتهم بشكل عام.

تستدعي هذه التطبيقات تفكرًا عميقًا حول الخصوصية، فبينما يقدم الاستخدام اليومي لهذه التطبيقات فوائد عديدة، فإن سؤالًا جوهريًا يلوح في الأفق حول أمان البيانات الشخصية، بيانات الصحة تعتبر من أكثر المعلومات حساسية، ومن الضروري أن يُفكر المستخدمون في مدى أمان المعلومات التي يشاركونها، وكيف يمكن أن تُستخدم هذه البيانات في المستقبل.

تجمع التطبيقات بيانات المستخدمين بشكل متزايد من خلال معلومات أساسية عند التسجيل، كما يتم تسجيل كل عناصر الحياة اليومية من وجبات، وتمارين، وحتى عادات النوم، ومع الربط بأجهزة ذكية، تصبح البيانات أكثر تفصيلاً، هذا يجعل التطبيقات ليست مجرد أدوات بل سجلًا رقميًا لكافة جوانب الحياة الصحية، مع الأخذ في الاعتبار أن هذه البيانات لا تبقى محصورة على جهاز المستخدم فقط.

تتمثل المخاطر في أنه عادةً ما يتم تخزين هذه البيانات على خوادم الشركات، وفي حال تعرض تلك الخوادم للاختراق، فإن العواقب يمكن أن تكون كارثية، حدث ذلك بالفعل عندما تعرض تطبيق MyFitnessPal للاختراق في عام 2018، مما كشف عن معلومات حساسة تخص أكثر من 150 مليون مستخدم، حتى في حالة عدم وجود اختراق، قد تُشارك بعض التطبيقات البيانات مع جهات تسويقية، مما أثار القلق من إمكانية استخدامها بواسطة شركات التأمين لتحديد الأسعار بناءً على أنماط الحياة.

في النهاية، رغم أن تطبيقات تتبع السعرات الحرارية تمنح المستخدمين قدرات قوية لفهم أجسامهم، فإن التحدي يكمن في استخدام هذه التطبيقات بوعي، إذ يجب الحرص على قراءة سياسات الخصوصية بعناية وتحديد ما هو قابل للمشاركة وما يجب الاحتفاظ به سريًا، الطريقة الصحيحة لاستغلال هذه التكنولوجيا تتطلب توازنًا بين الفائدة والفهم العميق لحقوق الخصوصية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *