في دراسة حديثة، قام العلماء بفحص عينة من التربة المأخوذة من فوهة بركان قديم تُسمى حوض أبولو على سطح القمر، وأظهرت النتائج وجود سبع قطع صخرية صغيرة غير عادية لا تتوافق مع التكوينات المعروفة على القمر، وذلك بعد أن حققت مركبة الفضاء الصينية “تشانج آه-6” نجاحًا كبيرًا بإعادة أول عينات من الجانب البعيد للقمر، وهي منطقة لم يسبق للبشر استكشافها.
طبقًا لما أفادت به صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، تبين أن القطع الحجرية تعود إلى بقايا كويكبات قديمة كانت قد اصطدمت بالقمر منذ مليارات السنين، وتختلف هذه البقايا عن الصخور القمرية المعتادة، إذ تأتي من كويكبات موجودة بين المريخ والمشتري، مما يجعلها أشبه بـ “آثار فضائية” حقيقية، يجلب هذا الاكتشاف أبعادًا جديدة لفهم أصل تكوين القمر وتطوره.
كشفت أبحاث العلماء من الأكاديمية الصينية للعلوم أن هذه البقايا تعود لنوع نادر من الكويكبات، وهذا النوع يُحتمل أنه كان ناقلًا للمكونات الكيميائية الضرورية لنشوء الحياة على كواكب مثل الأرض، حيث ينقل الماء وعناصر أخرى إلى الأقمار أو الكواكب الصخرية، وقد ساعد ذلك في تشكيل رواسب الجليد المائي التي نراها اليوم على القمر.
تقدم النتائج الجديدة رؤى جديدة حول كيفية تكوين الصخور الفضائية للأرض والقمر، فعلى الرغم من محدودية اكتشافات النيازك على الأرض بسبب الغلاف الجوي، فإن هذه العينة تشمل معلومات قيمة حول تكوين النظام الشمسي، كما تمكن العلماء من دراسة شظايا نادرة تعود لنوع يُسمى كوندريتات الكربونية الشبيهة بـ CI، يجمع هذا العدد من الاكتشافات معلومات هامة لعلم الفلك وعلم الكواكب.
كان العثور على بلورات الزبرجد الزيتوني في هذه الصخور شيئًا مميزًا، فهي تحتوي على ماء محصور، بالإضافة إلى مجموعة من المعادن الأخرى التي لم تُلاحظ على سطح القمر الجاف، وقد أدت تطابق العينات مع تركيب كويكبات قريبة مثل ريوجو وبينو إلى تعزيز تبادل المعرفة بين المهام الفضائية المختلفة، مما يعزز الفهم العام لتشكيل النظام الشمسي.
يشير العلماء إلى أن تلك الشظايا الكويكبية قد اصطدمت بالقمر خلال التكوين الأولي للفوضى في النظام الشمسي قبل أكثر من أربعة مليارات سنة، مما يؤكد حدوث عمليات مشابهة على سطح القمر، كان يُشتبه في أنها حدثت أيضًا على الأرض منذ نشأتها، هذا الاكتشاف يقدم مزيدًا من التفاصيل حول كيفية تطور نظامنا الشمسي.
