استقطاب 800 مصنع يعزز الأمن الغذائي في المملكة

يعتبر مشروع تجمُّع جدَّة لصناعة الأغذية واحدًا من المبادرات الطموحة التي تهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي في المملكة، حيث يسعى التجمُّع لاستقطاب 800 مصنع بحلول عام 2035، موزعة على عشرة مجالات نوعية مختلفة ضمن قطاع الصناعات الغذائية، هذا التحرك يهدف إلى تعزيز مكانة المملكة على الخريطة العالمية لتصنيع وتصدير الأغذية.
استثمارات ضخمة لتطوير الصناعة
تجري عملية تطوير هذا التجمع الصناعي الهام على مساحة تصل إلى 11 مليون متر مربع، حيث يضم حوالي 75 مصنعًا بمساحات تتراوح حتى 107 آلاف متر مربع، هذا إلى جانب مخازن ضخمة تمتد على 134 ألف متر مربع، ويعكس مشروع التنمية استثمارات ضخمة تصل إلى 20 مليار ريال، الهدف من هذه الاستثمارات هو دعم الأمن الغذائي وتقليل الاعتماد على الواردات، إذ تشير التوقعات إلى انخفاض التكاليف التشغيلية بنسبة تتراوح بين 5 إلى 12% نتيجة التكامل في الخدمات والبنية التحتية المتطورة.
مبادرات جديدة في صناعة الألبان
لم تكن جدة وحدها في هذا التطور، فقد أطلقت الهيئة السعودية للمدن الصناعية (مدن) مؤخرًا مجمعًا صناعيًا للألبان في الوطن بلس الصناعية بالخرج، الذي يغطي مساحة تصل إلى مليون متر مربع، يتضمن هذا المجمع مصانع للألبان والأعلاف ومرافق للتعبئة والتغليف، ويهدف إلى توفير بيئة إنتاج صناعي مستدامة، من الجدير بالذكر أن إنتاج محافظة الخرج يساهم بما نسبته 70% من إجمالي إنتاج المملكة من الألبان، مما يلبي احتياجات السوقين المحلي والإقليمي.
البنية التحتية اللوجستية
تلعب الموانئ والسكك الحديدية دورًا رئيسيًا في دعم هذه التحولات الصناعية، يظل ميناء جدة الإسلامي البوابة الرئيسية للمنتجات الغذائية، بينما يعزز ميناء الملك عبدالله موقفه كمركز لخدمة الصناعات عالية القيمة، ويمثل ميناء رأس الخير نافذة مهمة لصادرات المعادن، مما يساهم في توفير الخدمات اللوجستية الضرورية للصناعة.
تشكل هذه الجهود جميعها خطوة نحو تحقيق رؤية مستقبلية للقطاع الصناعي والغذائي في المملكة، مما يجعلها محاور رئيسية في تحقيق الأمن الغذائي وتعزيز القدرة التنافسية على المستوى العالمي.