تزويج الأطفال يؤرق المجتمع.. براءة البنات بين مطرقة «الستر» وسندان التقاليد

على مدار السنوات، تستمر ظاهرة «تزويج الأطفال» في التمدد في القرى المصرية، خاصة في الوجه البحري والصعيد، بينما تسعى الأسر إلى إيجاد “ستر” لبناتهن، تقدم المجتمع على تدمير طفولتهن، في لحظة خاطفة يوقع عقد القران، وتتحول الطفلة إلى «عروس» قبل أن تتذوق طعم المرحلة العمرية التي تعيشها، من خلال حفلات عائلية تدور فيها المناقشات ويُقدم العريس الذي لا تعرفه الطفلة، تتحول البنات إلى زوجات بدون أي اعتراف قانوني، تبتعد عن طفولتها وتصبح سجينة عُرف اجتماعي صارم.
تدفع الفتاة ثمن تلك الممارسات الوحشية، تارة تُحرم من حق الأمومة، وأخرى تُجبر على الطلاق دون أن يتواجد حتى ما يثبت زواجها، وكأن حياتها لم تكن يومًا أكثر من مجرد ذكرى تعيسة، هذا العرف، الذي يتم تطبيقه يوميًا، يعد جريمة تم تحذير المجتمع منها، ولكنه لا يزال مُتبَعا بشغف.
الأطفال بين أحياء وأسوار التقاليد
في تلك القرى، لا يوجد صوت يعلو فوق عادات «الستر» التي تروج للانتهاك، حتى لو كان ذلك بتكلفة باهظة على نفوس البنات، يتربى الجيل الجديد على فكرة أن الأسر تفضل التركيز على الشكل الخارجي والمظاهر فقط، وليس على صحة وسلامة أطفالهن، براءة الفتيات تُفقد على يد تقاليد متجذرة وعادات بالية تُزيّف الحقيقة.
الحاجة إلى تغيير العقليات والممارسات تعد أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، فإن الاستمرار في إبقاء هذه العادات بدون تغيير يُعد بمثابة تدمير لبراءة الأطفال، التي ينبغي أن تُحمى بدلاً من أن تُدفن تحت مظلة العرف.