«تشويه الوعي».. الاستعراض التربوي يؤثر سلباً على الطلاب

في عالم التربية الحديث، تثير التكنولوجيا والأساليب الجديدة الكثير من التساؤلات حول كيفية تأثيرها على العملية التعليمية، يشير العديد من المختصين إلى أن التحول الرقمي قد يتحول من أداة تعليمية إلى وسيلة استعراض، مما قد يضر بالوعي والتركيز لدى الطلاب.

التأثير السلبي للاستعراض التربوي

توضح د، أمل الجودر، ممارس مرخص في علم النفس الإيجابي، أن استعراض الحياة التربوية عبر وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يؤثر سلبًا على نفسية الأطفال، تقول الجودر إن التربية الفعالة تتطلب بيئة آمنة وداعمة، وهو ما يتعارض مع اللحظات التي تُعرض بشكل علني، عندما يتم تصوير اللحظات التعليمية، تصبح تجربة التعلم عرضًا أمام جمهور غير مرئي، مما يحول التركيز من التعلم إلى الاستحسان من الآخرين.

حماية حقوق الطفل وخصوصيته

في السياق نفسه، تحدثت الدكتورة منى الزهراني عن التأثيرات النفسية السلبية التي قد تصيب الأطفال بسبب الاستعراضات الشعبية، ترى الزهراني أن هذه الممارسات قد تجعل الأطفال عرضة للتنمر والضغوط النفسية بسبب الضغوط الاجتماعية، من جهته، أشار ناصر الحربي، المستشار التربوي، إلى أهمية وجود ضوابط تحمي الأطفال من هذه التأثيرات التي قد تكون مدمرة.

دور المؤسسات التعليمية في توجيه التربية

يدعو محمد الرياني، التربوي والإعلامي، المؤسسات التعليمية إلى أن تلعب دوراً فعالاً في توجيه ممارسات التربية، يُعتبر تطوير ضوابط تنظيمية في هذا السياق أمرًا ضروريًا لحماية الأطفال وضمان جودة التعليم، في المقابل، عفراء مرزوق النعيمي، مشرفة تربوية، تشير إلى ضرورة الابتعاد عن المظاهر في التعليم والتركيز على جودة المحتوى التعليمي بدلًا من الاستعراض.

التربية.، مسؤولية مجتمعية

تؤكد حصة إبراهيم الديولي، المعلمة المتقاعدة، على أن التربية ليست مجرد عرض جميل، بل هي قضية تتطلب حرصًا وحماية للخصوصية ومنح الطفل مساحة للتطور بأمان، لا يمكن إنكار الفوائد المحتملة لبعض التجارب التعليمية التي تعرض بوعي، لكن يجب أن تبقى التربية مرتبطة بقيم عميقة ومعنى حقيقي.

في النهاية، يعتبر الوعي الحقيقي بالتربية مسؤولية جماعية، توازن بين التأثير الإيجابي على المجتمع وحماية الأطفال من ضغوط الشهرة والمظاهر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى