محيطات الأرض في خطر: ارتفاع الحموضة يثير قلق العلماء

تحذر دراسة جديدة علماء البيئة من أزمة حادة قد تزعزع التوازن البيئي في محيطات الأرض، صفعة غيّرت المعطيات العالمية، إذ أظهرت الأبحاث أن حموضة مياه المحيطات وصلت إلى مستويات تتجاوز عتبة الأمان منذ العام 2020، هذا التحذير جاء في دراسة نشرت يوم الاثنين الموافق 9 يونيو 2025 في مجلة Global Change Biology، لتسلط الضوء على المخاطر المتنامية لهذه الظاهرة.
ارتفاع مخيف لثاني أكسيد الكربون
تُعزى هذه التغيرات الكارثية إلى الزيادة المضطردة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن الأنشطة البشرية، وخاصة احتراق الوقود الأحفوري، تتجلى المشكلة عندما يتم امتصاص هذا الغاز من قبل المحيطات، مما يحوله إلى حمض الكربونيك، مما يسبب انحداراً في درجة حموضة المياه، بالنظر إلى إحصائيات الدراسة، نجد أن مستويات الكربونات تتدهور بشكل ملحوظ، مما يهدد كائنات بحرية عديدة، من ضمنها الشعب المرجانية والمحار.
آثار مدمرة على التنوع البيولوجي
تظهر النتائج أن نسبة انخفاض الأراجونايت، الذي يُستخدم من قبل هذه الكائنات في بناء هياكلها، قد تخطت 19% مقارنة بالفترة التي سبقت الثورة الصناعية، مع استمرار هذا الاتجاه، فإن مستقبل هذه الأنواع وغيرها من الكائنات البحرية أصبح مهدداً بشكل متزايد، تفاقم الأوضاع لا يطال البيئة فحسب، بل يشكل أيضاً تهديداً للأمن الغذائي لكثير من المجتمعات الساحلية التي تعتمد على هذه الموارد.
دعوة عاجلة للحد من الانبعاثات
تشدد الدراسة على ضرورة التحرك الفوري لتقليل انبعاثات الكربون، وإلا فإن الضرر قد يصبح غير قابل للإصلاح، حالات التدهور المذكورة تستدعي انتباهاً عاجلاً من صانعي القرار حول العالم، إن تجاهل هذه الأزمات يهدد بتداعيات بيئية واقتصادية غير قابلة للتصحيح، ويجب أن نكون حذرين ازاء تأثير ذلك على الحياة البحرية وعلى سلاسل الإمداد الغذائية.